الخميس، 27 مايو 2021

صاد الفؤاد بحي غالظ ظبية

صَـادَ الفُـؤادُ بِحـيِّ غَـالِـظَ ظبـيـةً
           مَـصقُـولـةُ الأردافِ حَـاليـةُ الـدِمَـا

حُـوريـةٌ حَـسنـاءَ لـو أبـصَـرتـهَـا
             لظـنَـنَتَ أنّـكَ حِـينـهَـا تـتـوهـمـا

مرّت أماميَ في خُطـىً مَـوزونـهٍ
          مـرّت مـرور الغـيمِ في جَـو السَمَـا

مَرّت على الوديانِ في صبحٍ شَتِىٍ
       والأرضُ تشكو الجدبَ لامزان السَمَـا

لمّـا رأتـهَـا الأرضُ شَعشَـعَ عُشبهـا
    .  .  زَهَـتِ الزِهورُ، بزهـوِهَا بَعـدَ الظَـمَـا

لو أبصَرتَهـا شَقرانُ أصبحَ قرضُهـا
           ورداً، وارتـوت آبـارهُـا الجَدبَاءُ مَـا

دعجاويـةُ العينينِ غيـداءُ الحشـاء
           أجفـانُهـا قـوسَـانِ تُـطلِـقُ أسهُـمـا

رَمَـتِ الفُـؤادَ بِنظـرَةً من طَرفِـهَـا
          عُشـرونَ سهمـاً ضـرجتـني بالـدِمـا

رشيقـةُ الخصـرينِ هيفـاءُ القـوام
             كخيلـةٍ شـقـراءُ تـركُـضُ بالحِمى

في صـدرِهـا الـرُمانُ أصـبحَ يانِـعَـاً
     .  دآنٍ قُطوفُ النُـضُجِ أزهَى المَوسِمـا

وخـدُهَـا التفـاحُ يُحـمِـرُ مُخجِـلاً
           ومن رُبـى العنـابِ يَـقـطُـرُ بلَسمـا

مُكرَمـةُ الاخـلاقِ راقيـةُ الكَـلـِم
             رزيـنـةٌ في الـقــولِ إذ تـتـكـلمـا

إيقاعهـا في الإذنِ حِلـوٌ شَيّـقٌ
            تشـدُو كشَـديِّ الطـائـرِ المُتـرَنِّمَـا

فصيـحـةٌ الأقـوالِ لا تـتلـعـثـمـا
  .            كُـل النِـسـاءِ بِـهـديِـهَـا تتـعلـمـا

عَـميقـةٌ كالبحـرِ في عِلم الهـوى 
         في عُمـقـهـا الياقـوتُ أصبحَ قيـمـا

رزينـةُ الأحـلامِ حـاليـةُ اللـمَـى 
           حديـثُـهـا عَ القلـبِ يَنـزلُ مُرهـمـا 

قُلتُ السلامُ عليكِ ياشمسَ الضُحى
          فَـرَدّت وحَـيَّـت دُونَ أن تَـتَلـعـثـمَـا

قالت:صَديقُ الحَيِ طـالَ غيابُكـم
            والحَـيُّ بَعـدكَ حَالِـكٌ قـد أضلَـمَـا

مابـالهُـا "إنـمَـا" وكيف حيـاتُـكـم؟
            قُلـتُ الحيـاةَ كَرِيهَـةٌ كُـرهَ العَمـَى

إنّي حَزيـنٌ أكـتَـوِي شَـوقـًا هُـنَـا
         والناسُ فيها تشتكـي كَـظَّ الحَمَـى

إنّـي كَئِيـبٌ أستَـقِـي هَـمَ الـدُنَـا
          حِـلمـي تحطّـمَ والقُـليبُ تَحـطّـمَـا

شوقي لكم ماغاب يا خيرَ القُرى 
              والأهـلُ والخـلانُ ذكـراهُـم كَمَـا

كمَا الفُروُضُ الخَمسُ لاتُنسَى ولا 
          حُّـبُّ الوطن يُنسَـى وحُّـبُّ الإنتِمَـا

قالت أَنَجّـمُ الحَـيِّ صَابكَ صارِمٌ !
            أم هَـل بُـليـتَ بـظـالـمٍ لايرحـمـا ؟

ماذا جَـرَى هـذا ضِيائُـكَ خافِـتٌ !
              كُنـتُ الثُريـأ أنـتَ بيـنَ الأَنجُـمـا

مالي أرآكَ اليومَ...وجـهُِكَ شاحِـبٌ
          متى الثُريأ في السَمـاء قد أضلمَـا ؟

فـأروِ حكـايـةَ شـاعـرٍ عابـوا بـهِ
              بعـدَ الرفـاهـهـةِ آنِـفَـاً.. يَتـعَـدمَـا

قُـلتُ: العُيونُ المُهلكات أصبنني
         .   .لاكِـنَّ عَينـاً فاتـكـًا كـانَ مِنهُـمَـا

تَـرَّكنِـيَ الأصحـابُ لـمَّـا رأوننـي
           فقيـراً كسيراً أرتجـي رَبَّ السـمـاء

صَدمنيَ الخُـذلانُ، من قد ظننتهـم
        أخِـلاءَ صِدقٍ... صَوبُوا الرُوحَ اسهُمـا 

قد تُـؤلـمُ القَلـبَ الحزينَ خِيانَـةٌ 
           وإهـمَـالُ ذِي القُـربى أشَــدُّ تـألـمُـا 

نَجِيتُ من الحُسـادِ لمّـا رَمَـوُننـي
           بِحـدِ سِهـامِ الشاخِصاتِ المُسمَـمَـا 

وأعَيُـنُ إعجـاب الـمَـلأ أخطـأتنـي
       .   وأَفـلَّتُ من حِقـدِ اللـدود المُجرمـا

لاكِـنَّ طرفـًا واحـدًا كان قـاتلـي
              أدمَى قُليِبَاً صارَ يَثخُـنُ بالدِمـاء 

فيآليتكم تدرون من كانَ مُتلفِـي؟؟
          من وجَّـهَ الاقواسَ نحـويَ قد رمـا !

أدمَـا فـؤاديَّ بالهـوى طَرفُ المهَـا
             يـا أدعـجَ الـعَينيـنِ إنّـي مُـسلِـمَـا

(فلا تسألـي عن حالتي وضروفِهَـا
            هل يَـسـألُ القَـتَّـالُ عَمّـن أعـدمَـا )؟

فَرحـَم قتيـلاً بالـهـوى ذاقَ البـلاء
            واشفِـق على المحزونِ لا تتـأثـمَـا

جاءَ الجوابُ ودمعُهـا مِلءُ الحشَا
        .  " إن كـانَ حقـاً أسـأل الله العَـمَـى"

قُلـتُ معــاذ الله ربـي يُديـمـهـا
       .   ويحمي عِيوناً صِرتُ فيها مُغـرمَـا

أنتِ الشموسُ الساطعاتُ ضِياُهَا
           وأرى ضِياءَ الكـونِ دُونـكِ مُظلِمَـا

تُجلَى الهُمـوم بأسرِهَـا إن أبسَمَـت
           سَـبَـتِ الفُـؤادَ بِثـغـرِهَـا المُتبسِمـا

يابـهجـةَ الأفـراحِ يا أُنـسَ السَمَـر
           لا تبخَلـي في وَصلِ قَلـبٍ مُـتيّمَـا

أحبيني بفقري هكذا رُغـمَ العـنا
           فمـا زِلِتُ بالـدُنيـا أذوقُ العَـلـقـمَـا

أحِبـي فُـؤادي لا تحبـي حوائِجـي
        .  فَـالسَـاسُ بـاقٍ، إن سِـواهُ تـهَـدِمـا  

قالـت أحُبـكَ حُبّـاً لاشـريـكَ لـهُ
        وإن تَكُـوُ في دُنيـاكَ مانِلـتَ دِرهـمَـا

النَفـسُ إن تـَهـوآكَ تلـقـآكَ كامِـلا
           ومن أحَـبَّ الشَوكَ يُبـصَـرهُ ناعِـمـا

والقَلـبُ إن يُبغِضكَ يلقـاكَ ناقِـصًا 
            ويـرى جِنَـانَ الـكـارِهيـنَ جَـهنّـمَـا

قُلتُ أتُهـدِيني مِن رُبَـا الثغـرِ قُبلَـةً؟
             فيـهـا شِفـائـي كَي اعُـودَ مُنعـمَـا

قالـت تَـقَـدّم، واطُـرقِ البابَ أولاً
        . فبالـشَـرعِ هـذا دُونَ ذاكَ مُـحــرَمَـا 
............. .............. ........... ........ ....... ........
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
*كلمات الشاعـر محمـد أبو ليـث الغـالظـي*
*(تَـمّـت كتابتهـا 17مـايـو 2021 )*
*(عدد الابيات 50بيتاً/ نوع القصيده! فُصحى/من البحر الطويل)*

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

 يُثابرُ المَرءُ في الدُنيـا ويجتهِـدُ

         .    وهَمّـهُ الجَـاه والأمـوالُ والـولـدُ


ويُشغِلُ البالَ طُولَ الوقتِ منهمِكاً

            ويُتعِـبُ الحَـالَ، والأذهـانُ تنشَـرِدُ


ويجمـع المـالَ، والآمـالُ طامِحَـةً

             ويُنهِـكُ الجِسـمَ، إذ مالت بـهِ البلدُ


يُـقـلـبُ المـالَ لا يأبـه بِـمصـدرِهِ

         قد يظلِم الخَلق، قد يطغَى ويضطهِـدُ


لا يرعَـى في مُسلـمٍ إلّا ولا ذمـة

            وهَمّـهُ اليومِ كم باعُـوا وكم فَقَـدُوا 


ما هَمّـهُ الناس، إنَّ الناسَ مُعدمَـةٌ

            يجابـُه الخَلـقَ.. كم ازرت بـهِ جُـدُدُ


ويَحسَبُ الفِقرَ في الإنسانِ مَنقصَةٌ

               والمَـالُ مَـكرمـةٌ.. للخَـلـقِ تُعتَمـدُ


لا عِلمَ أو خلـق في عَينيهِ يرفَعُنا

                 يُـهمّـهُ الشَكلُ، و الألبـابُ لا تَـفِـدُ


يُناظرُ الجسم قبل العقل، وأسفي

              ويُظهِـرُ الـودَ.. لكـن طَبعـهُ الحَسـدُ 


ويَعبُـد المَـالَ كم بالمالِ مِن تلـفٍ

          كم من لئِامٍ لأجل المالِ قد سـجـدوا


وكم فقيرٍ بكى يرجُـوهُ حاجتـهِ

             ويَحـرِمُ الأهـلَ من خيـرٍ.. ويَقتَصِدُ


تغدوا العباداتِ في عَينيهِ مُثقلةٌ

          يؤخِرُ الفرض، والطاعات، ما حمـدوا


يُجاهدُ النفسَ لأجل المال في شغفٍ

              يُقـدس المالَ في محـواهُ والولـدُ


يُسلـي النفـسَ بالأمـوالِ من تـرفٍ

            ويبتغِي السُعد إنَّ الناس قد سَعِدُوا


فيكتسي الحُزنَ فوقَ الهَمِ مَضجَرةً

            يشقى بـذا المَـالِ، والأفـراحُ تَبتعِـدُ


ويسهَـرُ الليل كم بالليل من أرَقٍ

             ويختفي النومُ والعُمّال قـد رقـدُوا


هَـلِ السَعـادةُ تكمُـنُ فـي تملُـكِنـا؟

              وأغبـى الناس مـن ظَـنَّ... ويعتَقِـدُ


فيعتريهِ الـدَاءُ والأسقـامُ من جِهةٍ

                ويُكثرُ الوَهـمُ ،والأعـدَاءُ، والنكـدُ


ضَـغـطٌ وسُكـرُ، أسقَـامٌ مُنوعـةٌ

                 هَـمٌ وغَـمٌ... فـالأمـعـاءُ والـكَبِـدُ 


فَـيُنـفِـقُ المالَ بحثاً عَن سـعـادتـهِ

             فيـخسـرُ المـالَ، لا مـالٌ ولا جَـسـدُ


فيقـربُ المـوتُ، والآمـآلُ واهيـةٌ

             وتُقطعُ النفسُ، يـومَ الـروحُ تبتعِـدُ


اليوم تمشي بِوسط الأهلِ مُنتشياً..

               غـداً لوحـدِكَ وسـط الـقبـرِ تنفَـرِدُ


لاعِشتَ دُنياكَ.. لا عمّـرتَ آخِرتك

            غداً ستُسائلُ.. تحتَ الصخرِ تلتحِـدُ


لامـالَ للـمـرءِ بعـدَ المـوتِ يَنفعُـهُ

      .  .    إلا الـذي كـآنَ بالخيـراتِ يَحتَصِـدُ


ياحسـرةً صارت الأعمـالُ تُشُغِلنُا

               والـرزقُ يُلهِـي عَـن الرزاقِ يا عَبـدُ


أموالُ صارت لهذي للروح حاكِمـةٌ

          ما أرخصَ النـاسَ في دنيايَ، يا سَنـدُ


ياشاغلَ البالِ إنّ الـرزقَ مُنكتبٌ 

                والعَبدُ دَومـاً على الـرزاقِ يعتمِـدُ


تُسَجلُ الآجالُ والرِزقُ في ورَقٍ

              مكتوبةٌ للخَلقِ حتى قبلَ أن يَلِدُوا 


الـرِزقُ مُنكتِبٌ، والعُمـرُ مَنحسبُ

       .     والأمـرُ ماضٍ، والمَلَكَانِ قد شَهِـدُوا.


*قصيدة من البحر البسيط*

*للشاعـر مـحمـد أبو ليـث الغالظـي*

 قانـع من الدنيـا ونفسـي قانعـه

           والقلب متعقد من الواقع قنوع


قلبي معقَد من حين سن السابعه

        وأيام سُعدي طول أعوامي سبوع


قد مات حلمي يالنفوس الطامعه

        وصار حلمي الموت مابعده رجوع


بديت أطمـح بالأماني الواقعـة

       هذا طموحي لاخايـف ولا مفجوع

الجمعة، 14 أغسطس 2020

 أبو ليث لي هاجس مخضرم 

       .    يـدق الخصـم يكسر لـه عظامـه


عزيز النفس بالحكمه مُكـرم 

           . .  وحـل النظـم بايـوزن كـلامـه


ببعض أوقات بايصفح ويرحم

      .     وبعـض أحيـان مايـرحم حمامـه


جميل النطق لا قالـوا تكلـم 

         .    بليـغ القـول وأشعـارُه فـخامـه


غزير الشعر شِعرُه حين يخرَم

              جـريـر الفـذ مـا يـصمُـد أمـامـه


نضيف القلب مايقرب مُحرم

               وحيـن الحُلـم ما يُنـزُل مقامـه


سديـد الـرأي ماعمـرُه تلعثم

           .    هنـي البـال تـعلـوُّه أبتـسامـة


أصيـل النسل طاهـر مـعقـم 

        .    عريـق الأصـل مايُخفـى مقامـه


سريع الفهم في السآحه تقدم 

           حبيـب الشعب لو يلبس عِـمامـه


كريــم الطبـع للـخيرات منجـم

        .   حسيـن الخُلـق تكفيـه الشهامـه


فصيح اللقف من حقُه يهنجم

            شديـد البأس ماتخطـى سهامـه


بيسقي الخصم بالساحات علقم  

           يطير الرأس من وقعـة حسـامـه


خسيس الرأس بايفنى ويُعـدم

             وخيـر الناس بايلقـى احترامـه


عديم الطِيّب مايسلى ويسلَـم 

             نضيـف القـلـب تأتـيه السلامـه


انا شُعاع الشمس والليل لضلم

       واناعُبوس الجـدب وامزان الغمامـه


وانا الصخور الصُم بالحيد لصيَم

          وانا حرير القطن وأرياش النعامـه


.وانا زئير الليث ذي ماقط تبسَم 

        وانا مزون الغيث لي أحلا ابتسامـه


وانا مروج البحـر والـدر المختّم

             وآنا ضياءَ البـدر في ليلـة تمامـة


وانا شُعـور الحُب والعشق المُتيم 

          وانا قصيد الفخـر ما يكمـل كلامـه


وانا فنـا الايام والموت المحتـم

            وانا أميـر الشعـر لا يـوم القيامـة


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

الأحد، 12 أبريل 2020

ياغائبيـنَ وفي قلبي مساكنكمْ
القلبُ يفقدكم وأنتم في حناياهُ

ها قد علمتم بأن الشوق أرقني
هل من وصالٍ لقلبٍ ضاق منفاهُ

يا من يقيم في روحي وأوردتي
أيفقدُ القلبُ من بالقلبِ سكناهُ؟

ياغصةً في حنايا النفسِ أكتمها
خِفِّـي علـيَّ فـإنَ  الجـامـعَ  اللهُ

الجمعة، 27 ديسمبر 2019

سـأحيـا رُغــمَ آنيـنِ الأسَـى
كنـجـمٍ يشُـقُ سـوادَ الـمسَـا

أُحـاربُ في مُقلتـيَّ الضلامْ
وأزهـوْ بنـوُري لَـهُـمْ مُؤنِـسا

أُضاحِكُ ثغـرَ السمَاِ الجميلْ
و وجـهُ الزمـانِ لنَـا عابِسـا

لـعَمـري كأنّـي غريـمُ  الزمانْ
وأنـي سلبـتُ الربيـعَ الـكِسـا

وأني حْرَمـتُ الحياةَ، الحيـاهْ 
واجريتُ فيها عظيمَ الأسـى

فـهـل كـانَ ذَنبـي سِوى أنني
تبسّـمتُ مرّه، وقُلتُ عسَـى..؟

فـما كانَ مِنّي سِوى أن رأيت
شِراعَ المآسـي ببحري رسَـى.

طُمـوحٌ كبيـرٌ ودهرٌ خَـذُولْ
فسَـل ذا الزمانَ لماذا قسـا  ؟


*ك/أبوليـث الغـالظي*

  🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

صاد الفؤاد بحي غالظ ظبية

صَـادَ الفُـؤادُ بِحـيِّ غَـالِـظَ ظبـيـةً            مَـصقُـولـةُ الأردافِ حَـاليـةُ الـدِمَـا حُـوريـةٌ حَـسنـاءَ لـو أبـصَـرتـهَـا       ...