صَـادَ الفُـؤادُ بِحـيِّ غَـالِـظَ ظبـيـةً
مَـصقُـولـةُ الأردافِ حَـاليـةُ الـدِمَـا
حُـوريـةٌ حَـسنـاءَ لـو أبـصَـرتـهَـا
لظـنَـنَتَ أنّـكَ حِـينـهَـا تـتـوهـمـا
مرّت أماميَ في خُطـىً مَـوزونـهٍ
مـرّت مـرور الغـيمِ في جَـو السَمَـا
مَرّت على الوديانِ في صبحٍ شَتِىٍ
والأرضُ تشكو الجدبَ لامزان السَمَـا
لمّـا رأتـهَـا الأرضُ شَعشَـعَ عُشبهـا
. . زَهَـتِ الزِهورُ، بزهـوِهَا بَعـدَ الظَـمَـا
لو أبصَرتَهـا شَقرانُ أصبحَ قرضُهـا
ورداً، وارتـوت آبـارهُـا الجَدبَاءُ مَـا
دعجاويـةُ العينينِ غيـداءُ الحشـاء
أجفـانُهـا قـوسَـانِ تُـطلِـقُ أسهُـمـا
رَمَـتِ الفُـؤادَ بِنظـرَةً من طَرفِـهَـا
عُشـرونَ سهمـاً ضـرجتـني بالـدِمـا
رشيقـةُ الخصـرينِ هيفـاءُ القـوام
كخيلـةٍ شـقـراءُ تـركُـضُ بالحِمى
في صـدرِهـا الـرُمانُ أصـبحَ يانِـعَـاً
. دآنٍ قُطوفُ النُـضُجِ أزهَى المَوسِمـا
وخـدُهَـا التفـاحُ يُحـمِـرُ مُخجِـلاً
ومن رُبـى العنـابِ يَـقـطُـرُ بلَسمـا
مُكرَمـةُ الاخـلاقِ راقيـةُ الكَـلـِم
رزيـنـةٌ في الـقــولِ إذ تـتـكـلمـا
إيقاعهـا في الإذنِ حِلـوٌ شَيّـقٌ
تشـدُو كشَـديِّ الطـائـرِ المُتـرَنِّمَـا
فصيـحـةٌ الأقـوالِ لا تـتلـعـثـمـا
. كُـل النِـسـاءِ بِـهـديِـهَـا تتـعلـمـا
عَـميقـةٌ كالبحـرِ في عِلم الهـوى
في عُمـقـهـا الياقـوتُ أصبحَ قيـمـا
رزينـةُ الأحـلامِ حـاليـةُ اللـمَـى
حديـثُـهـا عَ القلـبِ يَنـزلُ مُرهـمـا
قُلتُ السلامُ عليكِ ياشمسَ الضُحى
فَـرَدّت وحَـيَّـت دُونَ أن تَـتَلـعـثـمَـا
قالت:صَديقُ الحَيِ طـالَ غيابُكـم
والحَـيُّ بَعـدكَ حَالِـكٌ قـد أضلَـمَـا
مابـالهُـا "إنـمَـا" وكيف حيـاتُـكـم؟
قُلـتُ الحيـاةَ كَرِيهَـةٌ كُـرهَ العَمـَى
إنّي حَزيـنٌ أكـتَـوِي شَـوقـًا هُـنَـا
والناسُ فيها تشتكـي كَـظَّ الحَمَـى
إنّـي كَئِيـبٌ أستَـقِـي هَـمَ الـدُنَـا
حِـلمـي تحطّـمَ والقُـليبُ تَحـطّـمَـا
شوقي لكم ماغاب يا خيرَ القُرى
والأهـلُ والخـلانُ ذكـراهُـم كَمَـا
كمَا الفُروُضُ الخَمسُ لاتُنسَى ولا
حُّـبُّ الوطن يُنسَـى وحُّـبُّ الإنتِمَـا
قالت أَنَجّـمُ الحَـيِّ صَابكَ صارِمٌ !
أم هَـل بُـليـتَ بـظـالـمٍ لايرحـمـا ؟
ماذا جَـرَى هـذا ضِيائُـكَ خافِـتٌ !
كُنـتُ الثُريـأ أنـتَ بيـنَ الأَنجُـمـا
مالي أرآكَ اليومَ...وجـهُِكَ شاحِـبٌ
متى الثُريأ في السَمـاء قد أضلمَـا ؟
فـأروِ حكـايـةَ شـاعـرٍ عابـوا بـهِ
بعـدَ الرفـاهـهـةِ آنِـفَـاً.. يَتـعَـدمَـا
قُـلتُ: العُيونُ المُهلكات أصبنني
. .لاكِـنَّ عَينـاً فاتـكـًا كـانَ مِنهُـمَـا
تَـرَّكنِـيَ الأصحـابُ لـمَّـا رأوننـي
فقيـراً كسيراً أرتجـي رَبَّ السـمـاء
صَدمنيَ الخُـذلانُ، من قد ظننتهـم
أخِـلاءَ صِدقٍ... صَوبُوا الرُوحَ اسهُمـا
قد تُـؤلـمُ القَلـبَ الحزينَ خِيانَـةٌ
وإهـمَـالُ ذِي القُـربى أشَــدُّ تـألـمُـا
نَجِيتُ من الحُسـادِ لمّـا رَمَـوُننـي
بِحـدِ سِهـامِ الشاخِصاتِ المُسمَـمَـا
وأعَيُـنُ إعجـاب الـمَـلأ أخطـأتنـي
. وأَفـلَّتُ من حِقـدِ اللـدود المُجرمـا
لاكِـنَّ طرفـًا واحـدًا كان قـاتلـي
أدمَى قُليِبَاً صارَ يَثخُـنُ بالدِمـاء
فيآليتكم تدرون من كانَ مُتلفِـي؟؟
من وجَّـهَ الاقواسَ نحـويَ قد رمـا !
أدمَـا فـؤاديَّ بالهـوى طَرفُ المهَـا
يـا أدعـجَ الـعَينيـنِ إنّـي مُـسلِـمَـا
(فلا تسألـي عن حالتي وضروفِهَـا
هل يَـسـألُ القَـتَّـالُ عَمّـن أعـدمَـا )؟
فَرحـَم قتيـلاً بالـهـوى ذاقَ البـلاء
واشفِـق على المحزونِ لا تتـأثـمَـا
جاءَ الجوابُ ودمعُهـا مِلءُ الحشَا
. " إن كـانَ حقـاً أسـأل الله العَـمَـى"
قُلـتُ معــاذ الله ربـي يُديـمـهـا
. ويحمي عِيوناً صِرتُ فيها مُغـرمَـا
أنتِ الشموسُ الساطعاتُ ضِياُهَا
وأرى ضِياءَ الكـونِ دُونـكِ مُظلِمَـا
تُجلَى الهُمـوم بأسرِهَـا إن أبسَمَـت
سَـبَـتِ الفُـؤادَ بِثـغـرِهَـا المُتبسِمـا
يابـهجـةَ الأفـراحِ يا أُنـسَ السَمَـر
لا تبخَلـي في وَصلِ قَلـبٍ مُـتيّمَـا
أحبيني بفقري هكذا رُغـمَ العـنا
فمـا زِلِتُ بالـدُنيـا أذوقُ العَـلـقـمَـا
أحِبـي فُـؤادي لا تحبـي حوائِجـي
. فَـالسَـاسُ بـاقٍ، إن سِـواهُ تـهَـدِمـا
قالـت أحُبـكَ حُبّـاً لاشـريـكَ لـهُ
وإن تَكُـوُ في دُنيـاكَ مانِلـتَ دِرهـمَـا
النَفـسُ إن تـَهـوآكَ تلـقـآكَ كامِـلا
ومن أحَـبَّ الشَوكَ يُبـصَـرهُ ناعِـمـا
والقَلـبُ إن يُبغِضكَ يلقـاكَ ناقِـصًا
ويـرى جِنَـانَ الـكـارِهيـنَ جَـهنّـمَـا
قُلتُ أتُهـدِيني مِن رُبَـا الثغـرِ قُبلَـةً؟
فيـهـا شِفـائـي كَي اعُـودَ مُنعـمَـا
قالـت تَـقَـدّم، واطُـرقِ البابَ أولاً
. فبالـشَـرعِ هـذا دُونَ ذاكَ مُـحــرَمَـا
............. .............. ........... ........ ....... ........
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
*كلمات الشاعـر محمـد أبو ليـث الغـالظـي*
*(تَـمّـت كتابتهـا 17مـايـو 2021 )*
*(عدد الابيات 50بيتاً/ نوع القصيده! فُصحى/من البحر الطويل)*